٥.٦.٠٧

هموم المؤتمرات العلمية وجامعة الموصل


مما لا شك فيه أهمية تأسيس قاعدة معرفية لدى الكادر التعليمي الجديد من الذين فاتهم الاتصال والاختلاط بالدول المتقدمة واقصد بهم أساتذة الجامعة ممن هم بدرجة مدرس مساعد ومدرس فهم الذين ستقوم على أكتافهم في المستقبل القريب كل أساسات الجامعة التعليمية لان الرعيل الأول من الأساتذة وصل إلى حدود أصبح لزاما على إدارة الجامعة التفكير بالمستقبل وعدم تضييع الوقت والفرص التي ضاع منها الكثير خلال العقدين الماضيين من عمر الجامعة.

نرى ان تشجيع جامعة الموصل يكاد يكون شحيحا جدا أو معدوما بإيفاد هؤلاء التدريسيين إلى خارج القطر في دورات بحثية أو تدريب أو مشاركة بورش العمل وحتى المؤتمرات العلمية وعند مشاركة أي أستاذ جامعي من القدماء والجدد ببحوث في مؤتمرات علمية نجد الجامعة تدفع خمسة وثلاثون بالمائة فقط من النفقات ودون الأخذ بالاعتبار لمكان انعقاد المؤتمر في دولة مجاورة أم بعيدة ويحصل هذا لمرة واحدة في السنة فقط فإذا تكررت رغبة الأستاذ للمشاركة في مؤتمر آخر فالجامعة لا تدفع له أي نفقات ويجب ان يذهب على حسابه الخاص على الرغم من كون رواتب هؤلاء التدريسيين غير كافية لذلك كونهم في بداية التسلسل الوظيفي.

نحن نتعجب من ان هناك العديد من الأساتذة كتبوا لنا حول هذا الموضوع وهم يريدون ان يشاركوا في العديد من المؤتمرات العالمية وهذه فرصة لإبراز دور جامعتنا من جديد بين جامعات العالم والتي لم يعد يظهر في الإحصائيات العالمية أي اسم لجامعة عراقية من بين خمسمائة جامعة في العالم.

المشكلة الثانية ان العديد من الأساتذة يرسلون بحوثهم إلى مؤتمرات دولية وتقبل وتنشر فيها , وهنا المشكلة لان دول العالم المتقدم أخذت تقلل نفقات النشر التقليدي بالاعتماد على النشر الرقمي الالكتروني في مجلات ومواقع متخصصة ومعتمدة عالميا ومع ذلك ومع كل الإثباتات التي يجلبها الباحث للجان التقييم في جامعتنا ومع اعتزازنا بمكانتهم فهم لازالوا يفكرون بعقلية عشرين سنة ماضية في وقت لم يعرف العالم شيئا بعد عن ثورة الانترنت الرقمية والنشر الالكتروني والسبب طبعا لان الوقت سبق هؤلاء ولم يستطيعوا اللحاق بركب هذه التكنولوجيا فهم يُجهلون ويعوقون هذه الكفاءات الشابة المثابرة فقط لان هذه حدود معرفتهم . لقد تسابقت الدول الكبرى على تخفيض نفقات النشر الورقي بالاعتماد على البدائل دون ان يقلل ذلك من المكانة العلمية للمجلة بل بالعكس فسح المجال لأكبر عدد من باحثي العالم للاستفادة من البحوث الرقمية على الانترنت . أليس هذا أفضل من مجلة يطبع منها عدة نسخ في الجامعة تكاد تكون محصورة التداول بمنتسبيها واستفادت تلك الدول من النفقات الباهظة المخصصة للطباعة الورقية بزيادة عدد المؤتمرات والندوات العلمية التي تتيح لعدد اكبر من المتخصصين باللقاء فيها.

جامعات عراقية أخرى تشارك بوفود كاملة من الباحثين والإداريين وبمخصصات إيفاد كاملة ومنها جامعة الانبار فلماذا لا ينطبق الأمر على جامعة الموصل ؟ نحن نتساءل هل ستقوم الجامعة بتغير هذه الأمور لما فيه المصلحة العامة أم ان الإصرار والمكابرة والتبريرات كالعادة ستكون هي الجواب المنتظر ؟ سننتظر والزمن سيظهر ذلك .

٢٨.٥.٠٧

كوارث علمية لازالت تحصل في جامعة الموصل

لا يخفى امام المختصين في الجامعة من الطلبة والاساتذة الكرام مايحصل اثناء المناقشات التي يتم فيها منح الطلبة الشهادات العليا بعد اختبارهم من قبل لجان علمية منتخبة خصيصا لهذه المناقشات ويحصل كذلك نفس الشئ حينما يتم ارسال البحوث العلمية لغرض تقييمها قبل حصول الأستاذ على ترقية علمية . تتلخص المشكلة في ان اللجان الحالية تضم العديد من الاساتذة الافاضل من القدماء في التدريس الجامعي والدرجة العلمية لكن المشكلة انهم لايجيدون اي تقنية كومبيوتر حديثة دخلت على مختلف العلوم بتطبيقاته المختلفة في الاختصاصات العلمية ولا اقصد استخدام الكومبيوتر ببرنامج وندوز او ببرامج منقحات النصوص والجداول التقليدية التي اصبح يعرفها اي طالب مدرسة ابتدائية لكن اقصد اتقان استخدام برامج حرفية متخصصة معقدة جدا في الهندسة والجيولوجيا والتحسس النائي ونظم المعلومات الجغرافية والكيمياء والفيزياء وغيرها

تصبح هذه المناقشات كالمسرحيات الهزلية حينما يكون المناقش جاهلا تماما بما كتب الطالب في اطروحته فيلجأ الى ايجاد الاخطاء اللغوية والقضايا العامة ويتجنب الخوض في اختصاص الطالب لكي لايظهر جهله بالتقنية الحديثة وعلوم الكومبيوتر . كذلك يحصل نفس الامر حين نرسل البحوث العلمية المنجزة ببرامج تقنية متخصصة فيذهب البحث الى استاذ لايعرف ابجديات التقنية الحديثة للكومبيوتر. وقد حصل ان ارسل احد البحوث العلمية المتطورة في تقنيات الحاسب الى احد الخبراء وعاد متضمنا 18 نقطة ضعف فيه رغم ان مقيم البحث لايعرف حتى كيف يشغل او يغلق جهاز الكومبيوتر فتخيل مقدار الحزن والغضب الذي يصيب احد الباحثين عندما يضطر الى تقييم بحثه استاذ مثل هذا

حين تسال عن الحل اقول لم يعد في مقدور الاستاذ الذي بلغ من العمر عتيا وقضى عمره في دراسات تقليدية كلاسيكية ان يستمر من دون مواكبته للتقنية الحديثة ولم يعد لديه الوقت لان يتعلم كل ذلك الان لكن الكارثة تبدأ حين تراه يزداد اصرارا ومكابرة على انه يعرف كل شئ ومما يزيد الطين بلة انه يصر في مناقشات اللجان العلمية داخل الاقسام على استبعاد التخصصات الحديثة التي يرغب بها الطلبة لاكمال دراساتهم والمتضمنة علوم كومبيوتر حديثة من الاختصاصات المقبولة . هذا الاسلوب الفاشل في تقييم الطلبة وفي الترقيات العلمية قد يحطم طموح العديد من الطلبة الممتازين وفي نفس الوقت قد يرفع مستوى درجات العديد من الطلبة الفاشلين الذين لايعرفون اصلا ماذا كتبوا في اطروحاتهم !!

الحل برايي هو ان تلجأ الجامعة الى اشراك الاساتذة الشباب المتسلحين بخبرات التقنيات المعاصرة واشراكهم اكثر في دورات وورش عمل خارج القطر لتوفير قاعدة تقنية يمكنها مواكبة العصر الحديث ولكسب الوقت الثمين من اجل الارتقاء بجامعاتنا اذا كنا نريد فعلا ذلك ولم تاخذنا العزة بالاثم ويجب ان نتذكر دائما ما نقوله لتلامذتنا من ان الاعتراف بالخطأ فضيلة . احب ان اسمع تعليقات وردود افعال قراء هذا الموضوع من منتسبي الجامعة لنتشارك بالخبرات للوصول الى افضل الحلول ... بانتظار رسائلكم الالكترونية وشكرا للجميع.