٢٨.٥.٠٧

كوارث علمية لازالت تحصل في جامعة الموصل

لا يخفى امام المختصين في الجامعة من الطلبة والاساتذة الكرام مايحصل اثناء المناقشات التي يتم فيها منح الطلبة الشهادات العليا بعد اختبارهم من قبل لجان علمية منتخبة خصيصا لهذه المناقشات ويحصل كذلك نفس الشئ حينما يتم ارسال البحوث العلمية لغرض تقييمها قبل حصول الأستاذ على ترقية علمية . تتلخص المشكلة في ان اللجان الحالية تضم العديد من الاساتذة الافاضل من القدماء في التدريس الجامعي والدرجة العلمية لكن المشكلة انهم لايجيدون اي تقنية كومبيوتر حديثة دخلت على مختلف العلوم بتطبيقاته المختلفة في الاختصاصات العلمية ولا اقصد استخدام الكومبيوتر ببرنامج وندوز او ببرامج منقحات النصوص والجداول التقليدية التي اصبح يعرفها اي طالب مدرسة ابتدائية لكن اقصد اتقان استخدام برامج حرفية متخصصة معقدة جدا في الهندسة والجيولوجيا والتحسس النائي ونظم المعلومات الجغرافية والكيمياء والفيزياء وغيرها

تصبح هذه المناقشات كالمسرحيات الهزلية حينما يكون المناقش جاهلا تماما بما كتب الطالب في اطروحته فيلجأ الى ايجاد الاخطاء اللغوية والقضايا العامة ويتجنب الخوض في اختصاص الطالب لكي لايظهر جهله بالتقنية الحديثة وعلوم الكومبيوتر . كذلك يحصل نفس الامر حين نرسل البحوث العلمية المنجزة ببرامج تقنية متخصصة فيذهب البحث الى استاذ لايعرف ابجديات التقنية الحديثة للكومبيوتر. وقد حصل ان ارسل احد البحوث العلمية المتطورة في تقنيات الحاسب الى احد الخبراء وعاد متضمنا 18 نقطة ضعف فيه رغم ان مقيم البحث لايعرف حتى كيف يشغل او يغلق جهاز الكومبيوتر فتخيل مقدار الحزن والغضب الذي يصيب احد الباحثين عندما يضطر الى تقييم بحثه استاذ مثل هذا

حين تسال عن الحل اقول لم يعد في مقدور الاستاذ الذي بلغ من العمر عتيا وقضى عمره في دراسات تقليدية كلاسيكية ان يستمر من دون مواكبته للتقنية الحديثة ولم يعد لديه الوقت لان يتعلم كل ذلك الان لكن الكارثة تبدأ حين تراه يزداد اصرارا ومكابرة على انه يعرف كل شئ ومما يزيد الطين بلة انه يصر في مناقشات اللجان العلمية داخل الاقسام على استبعاد التخصصات الحديثة التي يرغب بها الطلبة لاكمال دراساتهم والمتضمنة علوم كومبيوتر حديثة من الاختصاصات المقبولة . هذا الاسلوب الفاشل في تقييم الطلبة وفي الترقيات العلمية قد يحطم طموح العديد من الطلبة الممتازين وفي نفس الوقت قد يرفع مستوى درجات العديد من الطلبة الفاشلين الذين لايعرفون اصلا ماذا كتبوا في اطروحاتهم !!

الحل برايي هو ان تلجأ الجامعة الى اشراك الاساتذة الشباب المتسلحين بخبرات التقنيات المعاصرة واشراكهم اكثر في دورات وورش عمل خارج القطر لتوفير قاعدة تقنية يمكنها مواكبة العصر الحديث ولكسب الوقت الثمين من اجل الارتقاء بجامعاتنا اذا كنا نريد فعلا ذلك ولم تاخذنا العزة بالاثم ويجب ان نتذكر دائما ما نقوله لتلامذتنا من ان الاعتراف بالخطأ فضيلة . احب ان اسمع تعليقات وردود افعال قراء هذا الموضوع من منتسبي الجامعة لنتشارك بالخبرات للوصول الى افضل الحلول ... بانتظار رسائلكم الالكترونية وشكرا للجميع.