٤.٦.٠٩

مهزلة درجات القرار في الامتحان النهائي



تشكل في أيام الامتحانات في الجامعات لجان إمتحانية مركزية ولجان فرعية خاصة لكل قسم وتلقى على هذه اللجان مسؤولية التنظيم والإشراف التام على سير الامتحانات وتعمل هذه اللجان كواسطة نقل بين الأستاذ وطلبته حيث تستلم الأسئلة من الأستاذ ثم تسلم الأستاذ الدفاتر الإمتحانية بعد إجراء الامتحان وتستلم من الأستاذ هذه الدفاتر بعد تصليحها حيث تقوم اللجان الإمتحانية بتدقيق عملية الجمع ثم ترصد درجات الامتحان النهائي ودرجات السعي السنوي لتحصل على النتيجة النهائية للطالب,

ما يهمنا هنا هو الحالات الحرجة حيث هناك آلية ثابتة وواضحة للجميع وهي أعطاء 2% كحد أقصى للحالات الحرجة وهذا يعني إن درجة 48 يتم شطبها بخط واضح ووضع فوقها درجة 50 وهذه هي حدود المساعدة القصوى المسموح بها في جميع الجامعات ما عدا الجامعات العراقية...

أما في الجامعات العراقية وأنا هنا أتكلم عن جامعة الموصل بصورة خاصة فما يحدث فيها هو مخالف لكل التقاليد والأعراف الجامعية والرصانة العلمية المعمول بها في الجامعات العربية والعالمية فبعد أن يتم رصد الدرجات الأصلية ومن منطلق تهميش دور الأستاذ الجامعي وفتح المجال للواسطة والمحسوبية فهناك ما يسمى دعوة مجلس القسم للإجتماع لمناقشة نتائج الطلبة وهي دعوة لا تحمل طابع قانوني إذ لا يملك القسم صلاحية مناقشة نتائج الطلبة بعد أن تم رصد الدرجات من قبل اللجان الإمتحانية وهي أقرب ما تكون دعوة لتزوير درجات الطلبة يقوم بها رؤساء الأقسام تحت غطاء العمداء ورؤساء الجامعات وتبدا سلسلة من التلاعب بدرجات الطلبة فهذا الدرس نعطيه 5 درجات وذلك الدرس نعطيه 10 درجات ودرس أخر نعطيه 7 درجات ثم قد تأتي مكرمة أخرى من الوزير لاحقا.

إنها عملية تزوير حقيقية بنتائج الطلبة المستفيد الأول والأخير منها الطالب الفاشل والمتضرر الأول والأخير منها الطالب الناجح حيث أن عملية التزوير بنتائج الطلبة هذه تقلب تسلسلات الطلبة حسب المجموع التراكمي رأسا على عقب إنها مهزلة حقيقة تجري سنويا قبل ظهور النتائج النهائية للطلبة وتتكرر هذه المهزلة في الدور الثاني...

كنا نتمنى أن تتوقف هذه المهزلة هذا العام حيث نعتقد إن ما يجري هو ضرب لكل الأعراف الأكاديمية والعلمية ونعتقد إن رؤساء الأقسام يجب أن لا يتدخلوا ويتلاعبوا بنتائج رسمية وضعها أستاذ المقرر لطلبته بالإضافة إلى ذلك الحيف والظلم الكبير الذي يلحق بالطلبة الناجيين أصلا. بالتأكيد هذا فشل كبير في إدارة ملف التعليم العالي وتخليصه من الامراض التي تعلقت به طيلة الفترات السابقة ونحن في الوقت الذي نتطلع الى أنقاذ التعليم العالي من الهاوية التي ينحدر إليها نرفع طلبنا إلى السيد الوزير بضرورة إيقاف مجالس التزوير ( الرسمية) هذه فورا ومنع تكرارها هذا العام حيث إن النتائج النهائية تنتهي عند اللجان الإمتحانية والعمل بنفس الآليات المعمول بها في جامعات العالم حيث ان 2% هو الحد الأقصى للمساعدة وبصورة آلية على أن تحذف عند حساب المعدل التراكمي للطالب...كما نوجه كلمة إلى جميع أساتذة الجامعات العراقية بضرورة مقاطعة مجالس الأقسام هذه التي غايتها تزوير درجات الطلبة ونفض أيديهم من ممارسات وضيعه بهذا الشكل ولكي لا يكونوا شركاء في ظلم طلبتنا المتفوقين الأعزاء.

ليست هناك تعليقات: